هل فكرتم يوما بزيارة مكان تحكمه النساء فقط، وتكاد تنعدم فيه رؤية الرجال، قد يتحقق ذلك في جزيرة استونية جميلة، حيث رؤية الرجال على هذه الجزيرة يعتبر أمرا نادراً جداً.
على سبعة أميال خارج الساحل الغربي لإستونيا في أوروبا الشرقية، تقع الجزيرة الصغيرة كينو، وهي عبارة عن مكان ريفي هادئ، يبدو وكأنه قد ضاع في الزمن، تتربع النساء على عرش الحكم في هذه الجزيرة التي يعيش فيها حوالي 400 شخص، وهي من آخر المجتمعات، التي تضطلع فيها النساء بالمسؤولية، في العالم.
اكتسبت الجزيرة شهرها من غياب الرجال عنها لمدة طويبة ليبرز دور انساء في تسيير امورها، فالأمر لا يتعلق بموقف معادٍ للرجال، لكن الأقدار دفعتهن إلى تحمل المسؤولية والإمساك بزمام الأمور الاجتماعية والإدارية، وذلك لأن السكان الذكور يضطرون إلى الابتعاد عن الجزيرة لأشهر عدة من أجل توفير الطعام للمجتمع الصغير، عن طريق الصيد، الأمر الذي يجعل المرأة مسؤولة عن إدارة كل الأمور، وعلى مدى قرون تولت المرأة في كيهنو تربية الأطفال، والعمل في الحقول، والتعامل مع مسائل الإدارة والحكم.
يتوافد على الجزيرة الكثير من السياح الأوروبيين في الصيف، لاكتشاف طبعتها الجميلة وتقافتها المختلف التي تسعى النسوة الى الحفاظ عليها، خاصة وأنها تتميز بنمط حياة مختلف بالمقارنة مع ذلك الحياة في الجزر المعروفة.
وتشرح حاكمة الجزيرة للسياح الوافدين عليها، أن أهم شيء تريد نساء الجزيرة تحقيقه هو الحفاظ على تقاليد وتراث الجزيرة، وفي ذلك تقول زعيمة هذه الجزيرة، مار ماتاس، “ثقافة كيهنو مثيرة للاهتمام، فنحن مازلنا نرتدي الأزياء التقليدية بشكل يومي، ولدينا الأغاني الشعبية القديمة، والرقصات التي لاتزال على قيد الحياة، أغاني الزفاف وتقاليد الزفاف في كيهنو تعود لأكثر من 2000 سنة”.
وتضيف، “أنا قلقة بشكل شبه يومي من أن ثقافتنا الفريدة ستختفي، إنها قيمة حقيقية، فهذه الأشياء لاتزال موجودة، وبقاؤها إلى اليوم في هذا العالم الحديث يعتبر حقاً معجزة”.
